الاخبار العاجلة
المعشر: العلاقة مع إسرائيل بحاجة إلى مراجعة شاملة (صور)

المعشر: العلاقة مع إسرائيل بحاجة إلى مراجعة شاملة (صور)

نظمت مؤسسة مسارات للتنمية والتطوير جلسة نقاشية بعنوان "العدوان على غزة.. اتساع المعركة وانعكاساتها على الأردن"، استضافت خلالها نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين السابق، الدكتور مروان المعشر، متحدثا رئيسيا، إضافة إلى مشاركة العديد من المسؤولين والخبراء.

وأكد المعشر أن علاقة الأردن مع إسرائيل لن تبقى كما كانت قبل 7 أكتوبر، مشيرا إلى أن اتفاقية السلام معهم كان هدفها الرئيس حل الدولتين للانتهاء من خيار "الوطن البديل".

وأضاف أن إسرائيل بحربها على غزة لها أهداف أبعد من القضاء على حركة حماس تتعلق بالتهجير القسري للفلسطينيين كاستراتيجية لليسار واليمين الإسرائيلي، وصانع  القرار الأردني لا يمكنه تجاهل ذلك.

واعتقد أن صانع القرار الأردني أدرك أن العلاقة مع إسرائيل بحاجة إلى مراجعة شاملة، مشيرا إلى أن نقض معاهدة السلام دوليا لا يخدم الأردن.

وعن خيارات الأردن عن بديل لاتفاقية المياه مقابل الطاقة، علق المعشر "قد يكون البديل أكثر تكلفة لكنه موجود، وإسرائيل هددت بقطع المياه عن الأردن لذلك فإن البديل واجب".

وبين أن الانقسام في إسرائيل حاصل بين من يساند رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومن لا يسانده، وليس بسبب الموقف من حماس أو تهجير الفلسطينيين.

وشدد على أن إسرائيل تقول بكل صراحة: "لا حكم للفسطينيين ولا إقامة للدولة الفلسطينية"، ولذلك لا يوجد لديها أي خيار في حربها على غزة سوى تهجير الغزيين إلى مصر وأهالي الضفة الغربية إلى الأردن.

ولفت إلى أن الفلسطينيين تعلموا من النكبة والنكسة بأن من هجّر لم يعد إلى أرضه، ولذلك هم سيبقون صامدون على أرضهم وهم من سيغلقون الحدود مع الأردن.

وأكد الحاجة إلى حوار وطني يطرح كل الخيارات والبدائل في العلاقة الأردنية الإسرائيلية.

واعتقد أن الأردن لن يدفع أي ثمن جراء ما يحدث من حرب في غزة، متحدثا عن أن الولايات المتحدة الأمريكية ليس لديها الكثير من الحلفاء، كما لم يقم الأردن بأي خرق للقانون الدولي والمواثيق الدولية.

وعن مستقبل الحرب على غزة، قال إن الهدف الرئيس يجب أن يكون إطلاق مفاوضات يحدد فيها الهدف النهائي من إنهاء الحرب على غزة ضمن خطة زمنية محددة مع ضمانات تطبيقها بشكل كامل قبل الخوض في أي عملية مفاوضات، مع حتمية رحيل نتنياهو وتشكيل حكومة جديدة خلال نحو عام، لكن أن يكون فكرها مختلفا عن الحكومات الإسرائيلية السابقة.

وأضاف "الحكومة الإسرائيلية الحالية في طريقها إلى الرحيل ونتنياهو يطيل أمد الحرب لتأخير محاسبته، لكن تشكيل أي حكومة إسرائيلية جديدة يحتاج من سنة إلى سنة ونصف وليش شرطا أن تأتي حكومة تؤمن بحل الدولتين، لكن إذا نجح دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية فالحديث عن السلام لا معني له".

" السلطة الوطنية الفلسطينية لا تتمتع بشعبية غالبية الفصائل الفلسطينية"، أشار المعشر إلى ضرورة إجراء انتخابات فلسطينية لإفراز ممثل قوي عن الشعب الفلسطيني يكون قادرا على الخوض في مفاوضات مع إسرائيل وتوقيع الاتفاقيات، منوها بأن السلطة الفلسطينية وإسرائيل والولايات المتحدة جميعها لا تريد إجراء انتخابات فلسطينية، ولذلك هنالك استحالة لحل الدولتين.

وقال: "لدينا 750 ألف مستوطن يشكلون ربع سكان الضفة، لذلك أيضا هنالك استحالة فصل بين الفلسطينيين والإسرائيليين في الضفة الغربية.

واستشرف المعشر "سنشهد مقاومة فلسطينية مسلحة ربما لعقود من الزمن تتوسع إلى أن تصبح الديموغرافيا عاملا لا يمكن تجاهله".

وأوضح أن "الكلام عن حل الدولتين خيالي ولا يمكن ترجمته إلى واقع والعالم يتغير.. استطلاع رأي في الولايات المتحدة اليهود في أميركا يبين أن 64% مع إنشاء دولة ديمقراطية واحدة"، مضيفا أن الرئيس بايدن بات يواجه معارضة شديدة تخالف رأيه في القضية الفلسطينية.

وبين أن حل الدولة الواحدة نعيشه الآن، لكن تحويله إلى حل دائم لن يذوب الهوية الفلسطينينة.

وزاد أن كل السيناريوهات لمستقبل الحكم في غزة بعد الحرب غير واقعية والسؤال الصحيح هو؛ متى يزول الاحتلال؟ فغزة ليست فلسطين وعلينا التفكير بأصل المشكلة

ولم يعتقد المعشر بحدوث توسع للحرب، مشيرا إلى تصريح علني إيراني بعدم الدخول إلى الحرب مع بقاء مناوشات على حدود لبنان بقرار من حزب الله الذي تريده أن يساعدها في سوريا وليس الدخول في حرب مع إسرائيل.

وعبر عن خشيته من حدوث توسع يمتد إلى الضفة الغربية، حيث سقط 200 شهيد في الضفة حتى اليوم، ومستوطنون متطرفون يدخلون مناطق الضفة وينكلون بأهاليها.

وإجابة على أسئلة من الحضور، بأن المجتمع الإسرائيلي بات أكثر تطرفا مما كان عليه قبل 7 أكتوبر وفقا لاستطلاعات الرأي، ونتنياهو سيسقط لأنه لم يستطع الدفاع عنهم والقضاء على حماس. 

وبين المعشر أن الموقف الأمريكي الرسمي والشعبي من الحرب على غزة لا يزال يميل للرواية الإسرائيلية، مشيرا أيضا إلى انقسام فلسطيني مستمر منذ عقود يضعف الموقف الفلسطيني أيضا، مقابل وحدة إسرائيلية.

وختم حديثه بأن "إسرائيل تحاول الاستفادة من الظرف الراهن لمحاولة تهجير السكان".

من جانبهم، أكد الحاضرون أن الموقف الأردني بقيادة جلالة الملك واضح وثابت حيال القضية الفلسطينية ويتماهى مع الموقف الشعبي ولا يمكن التشكيك به، معربين عن أملهم في أن يتمكن الأردن من لعب دور أكبر نحو إنهاء الحرب على غزة.


تنويه.. يسمح الاقتباس وإعادة النشر بشرط ذكر المصدر (صحيفة أخبار الأردن الإلكترونية).