الاخبار العاجلة
أعظم وسائل مقاومة المحتل وأشدها فاعلية

أعظم وسائل مقاومة المحتل وأشدها فاعلية

رحيل غرايبة

اعتقد أن حرب الاستنزاف طويلة الأمد هي من أعظم وسائل مقاومة المحتل وأشدها فاعلية؛ في ظل قراءة الواقع المعاصر المحيط بالكيان من مختلف الجهات. الكيان كان دائمًا يعتمد أسلوب الحرب الخاطفة، التي تحقق النصر بأقل الخسائر وتضمن استسلام الخصم، وكانت تنجح في ظل التخاذل والهزيمة المتفشية لدى النظام الرسمي العربي، وما زالت الأطراف العربية تعاني منها حتى الآن. وفي ظل الاتفاقيات السرية التي كانت تشرف عليها الولايات المتحدة لتسهيل مهمة تفوق الكيان الدائم، إضافة إلى الحرب الإعلامية والنفسية التي بنت الوهم المستفحل في نفوس الخصوم المتهالكين على كل الأصعدة والمستويات.

حرب الاستنزاف هي الحل الأمثل لدى كل العازمين على الاستمرار في المقاومة، ولدى الذين يحملون منهج الإصرار على تحرير الأرض والإنسان، مهما كانت التضحيات ومهما طال الزمن.

على أصحاب هذه الرؤية أن يلتقطوا الفرصة ويستثمروا اللحظة والحالة الراهنة، وقد أصبحت عزيمة العدو ومعنوياته في الحضيض، ويتعرض لعملية استنزاف مرهقة ومرعبة، لم يتعرض لها في تاريخه منذ 76 عامًا. وأصدق دليل على ذلك القسوة الهائلة في الضرب والانتقام، الذي يدل على شدة الخوف من قبله أولًا، والشعور باقتراب النهاية الحتمية ثانيًا. ولذلك فإن هذا الانتقام الهستيري والمبالغة في المجازر الدموية كانا من دواعي الحرص الشديد على الحسم المبكر للحرب بأقل وقت ممكن. وقد كان يُقرأ ذلك من تصريحات وزير خارجية الولايات المتحدة الذي يعبر بدقة عن نفسية العدو وجوهر رغبته الحقيقية باستسلام المقاومة تحت الطرق العنيف والاستخدام المفرط للقوة.

أعتقد أن السر أصبح مكشوفًا تمامًا لكل عاقل مخلص وذي بصيرة.

إن ثبات المقاومة المدهش، وصبر أهل غزة الأسطوري الذي فاق كل التوقعات، هو قمة النصر لو كان أهل الدنيا وزينتها وقصار النظر من الجبناء يعقلون شيئًا من الحقيقة.

أعتقد جازمًا أن الفرصة متاحة الآن أمام الأذكياء الذين يملكون الشجاعة أن يبدأوا معركتهم الجديدة عبر حرب الاستنزاف الطويلة، حتى لو كانت بطيئة ومضنية، ضد العدو الذي وقع في شرك انفعاله واستكباره وغطرسته وحقده الأسود الذي أيقظ مشاعر الإنسانية الفطرية لدى الشباب والطلاب والأجيال في مختلف أصقاع العالم، وخاصة الجامعات. ولن يبقَ خارج دائرة اليقظة إلا الفاسدون وأشباه الرجال من المتكسبين والمرتزقة.


تنويه.. يسمح الاقتباس وإعادة النشر بشرط ذكر المصدر (صحيفة أخبار الأردن الإلكترونية).