الاخبار العاجلة
د. العدوان يكشف أثر التوثيق في تشكيل الوعي والهوية الوطنية والتخطيط الاستراتيجي

د. العدوان يكشف أثر التوثيق في تشكيل الوعي والهوية الوطنية والتخطيط الاستراتيجي

قدم الدكتور محمد عيسى العدوان، رئيس مركز عمان والخليج للدراسات الاستراتيجية والمدير العام الأسبق لمركز التوثيق الملكي الأردني الهاشمي، محاضرة مهمة بعنوان "التوثيق ذاكرة وطن"، والتي تناول فيها أهمية التوثيق ونشر المعرفة في صناعة الهوية الوطنية وكذلك في دعم اتخاذ القرار.

وسلط الدكتور العدوان الضوء على مشروع التوثيق الوطني الذي أطلقه خلال فترة عمله في مجال التوثيق منذ العام 1994 وحتى اليوم، والذي شمل العديد من المشاريع المهمة مثل مشروع توثيق سجلات ووثائق دائرة الأراضي، والتي تشمل أراضي الأردن وفلسطين منذ العام 1845، ومشروع سجلات قاضي القضاة، ووثائق مدرسة السلط، وسجلات المحاكم الشرعية، ووثائق رئاسة الوزراء، ووثائق وسجلات في اليمن، وكذلك مشروع مخطوطات في المملكة المغربية والمملكة العربية السعودية والإمارات وفلسطين.

كما تحدث الدكتور العدوان عن أهمية التوثيق وأثره في تشكيل الوعي والهوية الوطنية والتخطيط الاستراتيجي، وأهمية الوثائق والمعلومات في دعم اتخاذ القرار. وقال إن التوثيق نموذج لعقل الدولة الاستراتيجي.

وذكر الدكتور العدوان أن بدايات التوثيق المعرفي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، حيث أن بدايات اعتماد منظومة التوثيق سبقت التدوين الكتابي، وأن التوثيق بمفهومه الواسع يعني اعتماد أي طريقة أو حافظة يمكنها حفظ الأحداث التاريخية والمعلومات العلمية والسياسية والاجتماعية والدينية والأخبار ونقلها إلى الأشخاص الذين يمكنهم الاستفادة منها في أي زمان حاضر أو لاحق.

وأضاف أن التوثيق يمكن أن يكون شفاهيًا أو كتابيًا، حيث أسهم الشعر الجاهلي في توثيق تاريخ العرب قبل الإسلام، وتناقل ملحمتي الأوديسة والإلياذة اليونانية عبر الأجيال، مما جعلها من أوائل أشكال التوثيق الشفاهي. وأشار إلى أن البشرية لجأت إلى وسائل متعددة للتوثيق عبر التاريخ، مثل النحت على الصخر والكتابة على البردي، وأخيرًا الكتابة على الورق.

وأوضح الدكتور العدوان أن التوثيق تطور على مر العصور، وأصبح اليوم يعتمد على التكنولوجيا الحديثة لحفظ المعلومات عبر الأرشفة الرقمية. وأشار إلى أن الدولة العثمانية كانت تهتم بالمحافظة على الوثائق، وأنه تم إنشاء مؤسسات وطنية حاضنة لهذه الوثائق.

وتطرق الدكتور العدوان إلى أهمية التوثيق في تعزيز الهوية الوطنية وتقوية الأمن الوطني، وكذلك في دعم المجتمع والتفاهم بين أفراده، وكسب الاحترام من جميع أطياف المجتمع، وتحقيق الميزة التنافسية على النطاقين المحلي والدولي.

كما أشار إلى أن التوثيق يعد عنصرًا رئيسيًا في ترسيخ الوحدة الاجتماعية، ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وأكد على أهمية توفر التوثيق المعرفي لتطوير المجتمع وتعزيز رأس المال البشري، مشيرًا إلى أن المعرفة تعتبر معيارًا لكل شيء تنظيمي.

وفي ختام المحاضرة، شدد الدكتور العدوان على أن التوثيق هو "ذاكرة وطن ووعي أمة"، وأعقب ذلك حوار ثقافي مهم مع الحضور.


تنويه.. يسمح الاقتباس وإعادة النشر بشرط ذكر المصدر (صحيفة أخبار الأردن الإلكترونية).