لماذا تسجل محافظة نينوى العراقية أعلى الإصابات السرطانية؟

لماذا تسجل محافظة نينوى العراقية أعلى الإصابات السرطانية؟

أكد وزير الصحة العراقي صالح الحسناوي الأسبوع الماضي أن محافظة نينوى في شمال العراق تُعتبر الأعلى نسبة في معدل الإصابات بالسرطان، وليست محافظة البصرة كما كان يعتقد سابقاً. وأشار الحسناوي في حديث لوكالة الأنباء العراقية (واع) إلى أن قانون الضمان الصحي سيحتاج من 8 إلى 10 سنوات لتغطية جميع العراقيين.

تعرضت محافظة نينوى لحروب شديدة خلال الفترة من عام 2014 إلى 2017 بسبب سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية عليها، وتبع ذلك عمليات عسكرية استمرت عاماً كاملاً من عام 2016 إلى 2017، مما أدى إلى تدمير البنى التحتية بما في ذلك القطاع الصحي.

الإصابات السرطانية

وأكد الدكتور عبد القادر سالم أحمد، مدير مستشفى الأورام والطب النووي في الموصل، أن نينوى سجلت أعلى معدل إصابة بالسرطان في العراق لعام 2022، حيث بلغ عدد الإصابات الجديدة 2700 حالة، نتيجة للعمليات العسكرية والتفجيرات التي شهدتها المحافظة على مدى العقدين الماضيين، وصولاً إلى الحرب ضد تنظيم الدولة.

وأضاف أحمد أن نسبة الإصابات بالسرطان في نينوى تعد الأعلى في العراق، حيث بلغت 63.6 حالة لكل 100 ألف نسمة، ويرتجح أن الأعداد الفعلية أكبر بكثير، حيث يسافر الكثير من المرضى للعلاج في الخارج خاصة إلى الأردن وتركيا، في حين يتوجه البعض الآخر إلى محافظات أخرى في العراق بسبب عدم توفر العلاج الإشعاعي في نينوى.

وبناءً على ذلك، يُضيف أحمد أن هناك مئات حالات الإصابة بالسرطان في نينوى يتم تسجيلها سنوياً في محافظات أخرى، حيث يعتمد النظام الصحي على تسجيل الحالات الجديدة في المحافظة التي يتم فيها علاج المريض.

وفيما يتعلق بأعداد الإصابات الجديدة في العراق، كشف أحمد أن البلاد سجلت 38,070 إصابة جديدة في عام 2022، ما يُعادل 92.5 حالة لكل 100 ألف نسمة، مع ملاحظة أن عدد سكان البلاد يبلغ حوالي 45 مليون نسمة وفقًا لوزارة التخطيط. وأوضح أن معدل الإصابات الجديدة في البلاد يعتبر الأقل بين الدول الإقليمية.

في هذا السياق، أكد المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية، الدكتور سيف البدر، في تصريح للجزيرة نت، أن على الرغم من أن محافظة نينوى سجلت أعدادًا كبيرة من الإصابات بالسرطان الجديدة، إلا أنه يمكن تبرير ذلك بأن نينوى تأتي ثانيًا بين المحافظات العراقية الأكبر حجمًا وتشكل ما نسبته 10% من سكان البلاد.

وأوضح البدر أنه على الرغم من تسجيل أعداد الإصابات القريبة من 40 ألف إصابة وفقًا للإحصائيات الأخيرة، إلا أنه يُمكن التأكيد على أن معدلات الإصابة في العراق تظل أقل من تلك التي يتم تسجيلها في دول الجوار.

قصور في الخدمات

يتفق الدكتور أحمد الدوبرداني، عضو لجنة الصحة في مجلس محافظة نينوى، على هذا التحليل، مُضيفًا أن محافظته سجلت أعلى معدلات الإصابة بالسرطان في العراق بعد العاصمة بغداد.

وبالنسبة لأسباب ارتفاع أعداد مصابي السرطان في نينوى، فقد كشف الدوبرداني أن المحافظة تعرضت لعدة عمليات عسكرية منذ غزو عام 2003، ومواجهة تنظيم القاعدة ومن ثم تنظيم الدولة الإسلامية. وعلى إثر هذه الحروب والتفجيرات، تعاني المحافظة من آثار نفسية وبيئية، مما أدى إلى ارتفاع حالات السرطان في المدينة والمحافظة.

وبالنسبة للقصور في الرعاية الصحية، فأوضح الدوبرداني، الذي كان يشغل منصب معاون مدير دائرة الصحة في نينوى، أن الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية دمرت مستشفى الأورام الحكومي في الموصل والمعمل الخاص بالعلاج الإشعاعي. وعلى الرغم من مرور 7 سنوات على استعادة المحافظة، لم يتم إعادة بناء المستشفى بعد. وأشار إلى أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يعمل على إعادة بناء المستشفى، ولكن هناك تأخير في تنفيذ الأعمال.

في السياق نفسه، يُشير رئيس لجنة الصحة والبيئة في البرلمان العراقي، ماجد شنكالي، في حديثه الحصري للجزيرة نت، إلى أن محافظة نينوى تعاني من نقص مركزي علاج السرطان بالإشعاع منذ ما يقرب من 10 سنوات بسبب تدمير مستشفى الأورام خلال الحرب. وهذا ما يضطر المرضى في نينوى للسفر إلى محافظات أخرى للحصول على العلاج، مما يُسبب الكثير من الصعوبات والمشاكل والتكاليف الباهظة. وأوضح شنكالي أن التدخلات السياسية في قطاع الصحة تسببت في تأخير عمليات إعادة الإعمار في المحافظة.


تنويه.. يسمح الاقتباس وإعادة النشر بشرط ذكر المصدر (صحيفة أخبار الأردن الإلكترونية).